
في خطوة تؤكد مكانة المملكة العربية السعودية الريادية في مجال الأمن السيبراني، شاركت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني مؤخراً في جهود دولية مكثفة للتعامل مع ثغرة أمنية خطيرة تم اكتشافها في منتج FortiWeb التابع لشركة Fortinet.
وتعد الثغرة المعروفة بالرمز CVE-2025-25257 من نوع “حقن أوامر SQL المسبقة للمصادقة”، وهي تتيح للمهاجمين تنفيذ تعليمات برمجية عن بُعد على الأجهزة المستهدفة، ما يمثل تهديداً مباشراً لسلامة أنظمة عدد من المؤسسات الحيوية.
تنسيق سعودي كندي يكشف المسارات ويُسرّع الإنذار
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثفت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني من تحركاتها لرصد وتحليل الأجهزة المصابة بالثغرة المذكورة، حيث تمكنت من تحديد مجموعة من المسارات التي استُخدمت في تحميل برمجيات خبيثة على خوادم FortiWeb حول العالم. وقد تم تبادل هذه المؤشرات الفنية الحيوية مع مؤسسة Shadowserver، أحد أبرز الكيانات العالمية المتخصصة في مراقبة التهديدات الإلكترونية، إضافة إلى مركز الأمن السيبراني الكندي.
وبفضل هذا التعاون، أُتيح لفريق Shadowserver تحسين قدرات المسح الآلي، واكتشاف عدد أكبر من الأنظمة المصابة في عدة مناطق جغرافية، فضلاً عن توجيه تنبيهات دقيقة للجهات المتأثرة، مما ساهم في تقليل الأثر المحتمل للثغرة.
تقدير دولي للدور السعودي في تعزيز الأمن السيبراني العالمي
مؤسسة Shadowserver، التي تتولى إصدار تقارير يومية مجانية عن الأجهزة المعرضة للاختراق، نوّهت في سلسلة تغريدات رسمية بجهود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، معتبرة أن البيانات السعودية النوعية أسهمت في تحسين جودة وكمية المعلومات الأمنية المتوفرة لجميع المستفيدين.
وأكدت المؤسسة أن الهيئة السعودية شاركت مؤخراً بمسارات إضافية للبرمجيات الخبيثة، ما أدى إلى تعزيز قدرة المنظومة الدولية على التصدي للهجمات بشكل أسرع وأكثر فعالية.
دور سعودي متصاعد في مشهد التهديدات السيبرانية
يأتي هذا التحرك في إطار سعي المملكة المستمر لترسيخ مكانتها كقوة مؤثرة وموثوقة في مجال الأمن السيبراني، عبر مبادرات استراتيجية تهدف إلى حماية الفضاء الرقمي محلياً ودولياً، وتعزيز قدرات الاكتشاف المبكر والتنسيق الاستباقي مع الجهات العالمية.
وبينما تتسارع وتيرة التهديدات الإلكترونية على الساحة الدولية، تواصل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تأكيد حضورها كلاعب محوري يسهم في رفع مستوى الحماية السيبرانية للجميع، بفضل ما تمتلكه من كفاءات وطنية وشراكات نوعية على مستوى العالم.