
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة «NTT DATA» أن 95 في المئة من قادة الإدارة العليا (C-Suite) يرون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) يدفع الابتكار في مؤسساتهم إلى مستويات غير مسبوقة. لكن في المقابل، يحذّر مسؤولو أمن المعلومات (CISOs) من غياب التوجيه والوضوح اللازمين للتعامل مع التحديات الأمنية والهياكل التقنية المصاحبة لعمليات النشر.
رؤية قيادية… وتنفيذ حذر
وتشير الدراسة إلى أن 99 في المئة من التنفيذيين يخططون لمزيد من الاستثمارات في GenAI خلال العامين المقبلين، في حين يعتزم 67 في المئة من الرؤساء التنفيذيين (CEOs) تنفيذ التزامات كبيرة. كما يرى 95 في المئة من مسؤولي التقنية (CIOs وCTOs) أن GenAI دفع أو سيدفع إلى زيادة الاستثمارات في الأمن السيبراني، مع تصنيف “تحسين الأمن” ضمن أبرز ثلاث فوائد تجارية لتحسين الأداء خلال الاثني عشر شهراً الماضية.
ومع ذلك، تظهر الدراسة فجوة ملحوظة بين الطموح الاستراتيجي والتنفيذ التشغيلي، إذ أعرب 45 في المئة من مدراء أمن المعلومات عن مشاعر سلبية تجاه تبني GenAI، فيما أشار 54 في المئة منهم إلى غموض السياسات الداخلية بشأن المسؤوليات المرتبطة بـGenAI، مقابل 20 في المئة فقط من الرؤساء التنفيذيين الذين أبدوا المخاوف ذاتها.
القادة متفائلون… والفرق غير جاهزة
ورغم التحفظات، يقرّ مسؤولو الأمن السيبراني بقيمة GenAI، إذ يرى 81 في المئة من كبار مسؤولي الأمن، الذين أبدوا تحفظات، أن هذه التقنية ستعزز الكفاءة وتؤثر إيجاباً على النتائج المالية.
غير أن التقرير يظهر أيضاً فجوة في المهارات، حيث أقرّ 69 في المئة من مدراء أمن المعلومات بأن فرقهم تفتقر للمهارات اللازمة للتعامل مع GenAI، رغم أن 97 في المئة منهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من صانعي القرار في هذا المجال. كما أشار 38 في المئة فقط من هؤلاء إلى أن استراتيجياتهم في GenAI والأمن السيبراني منسجمة، مقارنة بـ51 في المئة من الرؤساء التنفيذيين.
غياب السياسات واستمرار الاعتماد على البنى القديمة
وما يزيد التحدي تعقيداً أن 72 في المئة من المؤسسات لا تزال تفتقر إلى سياسة واضحة لاستخدام GenAI، في حين وافق 24 في المئة فقط من مدراء الأمن السيبراني على أن لدى مؤسساتهم إطاراً قوياً لتحقيق التوازن بين المخاطر وتحقيق القيمة.
وبحسب التقرير، أكد 88 في المئة من مسؤولي الأمن أن البنية التحتية القديمة تؤثر سلباً على مرونة الأعمال واستعدادها لتبنّي GenAI، مشيرين إلى أهمية تحديث تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) وشبكات الجيل الخامس (5G) والحوسبة الطرفية (Edge Computing) كمفاتيح رئيسية للتقدّم.
الابتكار المشترك بدلاً من الحلول المنفردة
ورداً على هذه التحديات، قال 64 في المئة من مدراء أمن المعلومات إنهم يفضلون الشراكات التقنية الإستراتيجية للابتكار المشترك، بدلاً من الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي المنفردة. ويُعدّ توفر خدمات GenAI الشاملة (من البداية إلى النهاية) المعيار الأول لدى مسؤولي الأمن عند اختيار الشركاء التقنيين.
وقال شيتال ميهتا، نائب الرئيس الأول ورئيس الأمن السيبراني العالمي لدى «NTT DATA»: “مع تسارع اعتماد GenAI، يجب دمج الأمن السيبراني من البداية لضمان الصلابة المؤسسية. وبينما يقود الرؤساء التنفيذيون مسيرة الابتكار، فإن التناغم السلس بين الأمن واستراتيجية الأعمال أمر بالغ الأهمية للحد من المخاطر الناشئة”.
وأضاف أن نهجاً آمناً وقابلاً للتوسّع في GenAI يتطلب “مواءمة استباقية، وبنية تحتية حديثة، وابتكاراً مشتركاً موثوقاً، لحماية المؤسسات من التهديدات الناشئة، وإطلاق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي”.