تستعد شركة Marks & Spencer البريطانية لعرض تفاصيل جديدة حول تداعيات الهجوم السيبراني الذي تعرضت له مطلع هذا العام، وأدى إلى توقف مبيعاتها الإلكترونية لمدة تجاوزت 6 أسابيع، في واحدة من أكثر الحوادث تأثيراً على قطاع التجزئة في المملكة المتحدة.
وكانت الشركة قد أعلنت في عيد الفصح عن تعرضها لهجوم إلكتروني كبير أدى إلى تعطيل أنظمتها اللوجستية وموقعها الإلكتروني بالكامل، ما تسبب بتوقف الطلبات عبر الإنترنت وظهور أرفف فارغة في بعض متاجرها. وأكدت أن بيانات عملاء، من بينها الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني والعناوين البريدية وتواريخ الميلاد، قد تم اختراقها وسرقتها خلال الهجوم.
خسائر مالية كبيرة رغم ثبات الإيرادات الإجمالية
من المقرر أن تعلن Marks & Spencer في 5 من نوفمبر عن نتائجها نصف السنوية، التي ستتضمن أول تقرير مالي رسمي يغطي فترة الهجوم. وتشير التوقعات إلى أن الإيرادات بقيت مستقرة إلى حد كبير خلال النصف الأول من العام، رغم توقف المبيعات عبر الإنترنت.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة، ستيوارت ماشين، قد صرح في مايو أن الهجوم ناتج عن خطأ بشري كلف الشركة نحو 300 مليون جنيه إسترليني قبل احتساب تعويضات التأمين أو إجراءات خفض التكاليف. ويرجح محللون أن الشركة ستعلن عن أرباح تشغيلية معدلة بنحو 111 مليون جنيه، مقارنة بتوقعات سابقة بتحقيق أرباح تتراوح بين 600 و685 مليون جنيه خلال النصف الثاني من العام مع بدء التعافي.
ورغم حجم الخسائر، حافظت أسهم الشركة على مستوياتها قرب أعلى سعر لها منذ 9 سنوات، بفضل ثقة المستثمرين في العلامة التجارية التاريخية واستمرار الأداء القوي في قطاعات الأغذية والملابس والمستلزمات المنزلية.
تأثير الهجوم على سلوك المستهلكين وخطط التوسع
أثار توقف الموقع الإلكتروني تساؤلات حول كيفية تفاعل العملاء مع الأزمة، إذ تشير تقارير إلى أن بعض المتسوقين انتقلوا إلى منافسين مثل Next خلال فترة الإغلاق، بينما سجلت الشركة ارتفاعاً ملحوظاً في الطلبات عند استئناف المبيعات عبر الإنترنت.
وقال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة AJ Bell، إن المستثمرين يثقون في قوة العلامة التجارية وجودة منتجاتها الغذائية وتحسن عملياتها في قطاع الملابس، لكن النتائج نصف السنوية ستكون اختباراً حقيقياً لمعرفة ما إذا كان المستهلكون يشاركونهم هذه الثقة.
كما سيراقب المستثمرون عن كثب مدى تأثير الهجوم على برامج خفض التكاليف وخطط تطوير المتاجر التي تطبقها الشركة منذ سنوات. وتشير بعض التحليلات إلى أن الأزمة قد تكون دفعت Marks & Spencer إلى تسريع بعض إجراءاتها التقنية لتعزيز الأمن السيبراني وتحسين كفاءة العمليات.
استجابة سريعة وإجراءات لتعزيز المرونة المستقبلية
أوضحت مصادر داخل الشركة أن فرق الأمن السيبراني استجابت بسرعة بعد اكتشاف الاختراق، وأن Marks & Spencer تعمل حالياً على تعزيز بنيتها التحتية الرقمية لمنع حوادث مماثلة مستقبلاً. كما تسعى الإدارة إلى استعادة ثقة العملاء والمستثمرين من خلال شفافية أكبر حول ما حدث، وتأكيد أن دروس الحادثة تم استيعابها بالكامل ضمن خطط التحول الرقمي للشركة.









