بايدن يشدد متطلبات الأمن السيبراني لسلسلة توريد البرمجيات قبيل انتقال السلطة إلى ترامب

وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرًا تنفيذيًا جديدًا يهدف إلى تعزيز أمان سلسلة توريد البرمجيات وحماية البنية التحتية الرقمية في الولايات المتحدة. يأتي هذا القرار قبل أيام قليلة من تسليم السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، مشددًا على أهمية تعزيز الدفاعات الرقمية لمواجهة التهديدات المتزايدة، خاصة تلك التي تمثلها الدول المنافسة مثل الصين.

يحمل القرار عنوان “الأمر التنفيذي لتعزيز وتشجيع الابتكار في الأمن السيبراني الوطني”، ويُعد استكمالًا للجهود التي أطلقها بايدن منذ عام 2021 لتعزيز أمن البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية المستخدمة في المؤسسات الفيدرالية.

متطلبات أمنية جديدة لتأمين البرمجيات والبنية الرقمية

يُدخل القرار التنفيذي معايير مشددة جديدة تهدف إلى معالجة التهديدات السيبرانية المعقدة، ويشمل ذلك:

• تشفير الاتصالات الفيدرالية: إلزام الوكالات الحكومية بتشفير البريد الإلكتروني والرسائل الداخلية.
• تعزيز قدرات المراقبة السيبرانية: تطوير أدوات متقدمة لرصد وتتبع التهديدات السيبرانية عبر الوكالات الحكومية بواسطة وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية (CISA).
• معايير صارمة لمزودي البرمجيات: مطالبة الموردين الذين يتعاقدون مع الجهات الفيدرالية بالامتثال لمتطلبات الأمن السيبراني التي وُضعت في 2022.
• التشفير المقاوم للاختراق الكمي: تجهيز الشبكات الفيدرالية بالتقنيات الحديثة لمقاومة الحوسبة الكمية بحلول 2027.
• استخدام الذكاء الاصطناعي: إطلاق برامج رائدة لدمج الذكاء الاصطناعي في الدفاعات السيبرانية في وزارتي الدفاع والطاقة.

ترحيب من مجتمع الأمن السيبراني

لاقى القرار إشادة واسعة من خبراء الأمن السيبراني. وصف أندرو بورين، المدير التنفيذي للأمن العالمي في شركة Flashpoint، القرار بأنه “خطوة جريئة ومهمة تعكس إدراكًا عميقًا للتحديات المتطورة التي تواجهها البلاد.” وأكد أن التركيز على تأمين البرمجيات والتكنولوجيا الناشئة يعزز الاستعداد الوطني لمواجهة الهجمات السيبرانية.

من ناحية أخرى، أشار جو سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة RunSafe Security، إلى أن هناك فرصًا غير مستغلة لحل مشكلات أمان البرامج، محذرًا من أن التطبيق المستدام لهذه المبادرات قد يواجه تحديات مع تغير الإدارة السياسية.

مستقبل الأمن السيبراني

في ظل الانتقال الوشيك للسلطة، يسلط هذا القرار الضوء على أهمية الاستمرارية في تطبيق الاستراتيجيات الأمنية. ومع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية حيّز التنفيذ، تبدو الولايات المتحدة ملتزمة بتحصين بنيتها الرقمية أمام تهديدات القرن الحادي والعشرين.