
أعلنت الحكومة البريطانية عن إطلاق مدونة ممارسات أمنية للذكاء الاصطناعي، في خطوة وصفت بأنها الأولى من نوعها عالميًا، بهدف وضع أساس لمعيار دولي لحماية هذه التقنية المتطورة. المدونة، التي تم تطويرها بالتعاون مع المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC) ومجموعة من الجهات المعنية، تأتي ضمن الجهود المستمرة لتعزيز أمن الذكاء الاصطناعي وسط تزايد التهديدات السيبرانية المرتبطة به.
13 مبدأ لتعزيز أمن الذكاء الاصطناعي
تمثل المدونة إطارًا تطوعيًا يتضمن 13 مبدأً يغطي جميع مراحل دورة حياة أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدءًا من التصميم والتطوير، مرورًا بالنشر والصيانة، ووصولًا إلى مرحلة إنهاء الخدمة والتخلص الآمن من البيانات والنماذج. وتشمل المبادئ الرئيسية ما يلي:
- رفع الوعي بالمخاطر والتهديدات السيبرانية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي عبر تدريب الموظفين.
- تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق معايير أمنية عالية، مع مراعاة الأداء الوظيفي.
- تقييم التهديدات وإدارة المخاطر المرتبطة بالاستخدام الفعلي للذكاء الاصطناعي.
- تمكين العنصر البشري من تحمل المسؤولية عن قرارات أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- حماية الأصول الرقمية، بما في ذلك البنية التحتية والاتصال بين الأنظمة.
- تأمين واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، والنماذج، والبيانات، والبنية التحتية للتدريب والمعالجة.
- تعزيز أمان سلسلة التوريد البرمجية للحد من نقاط الضعف السيبرانية.
- توثيق البيانات والنماذج والتعليمات التشغيلية بوضوح، مع سجل تدقيق شامل.
- إجراء اختبارات دورية للتأكد من كفاءة وأمن الأنظمة.
- ضمان النشر الآمن، مع تقديم إرشادات للمستخدمين حول كيفية استخدام الأنظمة بشكل آمن.
- تطبيق تحديثات أمنية مستمرة وإدارة الثغرات الأمنية بسرعة.
- مراقبة سلوك النظام وتحليل السجلات لدعم الامتثال الأمني والتحقيقات في الحوادث السيبرانية.
- ضمان التخلص الآمن من البيانات والنماذج بعد انتهاء صلاحيتها.
إطار تشريعي جديد لتعزيز أمن الذكاء الاصطناعي
أكد أولي وايتهاوس، الرئيس التقني في المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، أن هذا المعيار الأمني الجديد سيسهم في تعزيز مرونة أنظمة الذكاء الاصطناعي ضد الهجمات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الابتكار الآمن هو المفتاح لتمكين المملكة المتحدة من الريادة في هذا المجال.
وقال وايتهاوس:
“مدونة الممارسات الجديدة التي طورناها بالتعاون مع شركاء دوليين ستساعد في خلق بيئة أكثر أمانًا لابتكارات الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا الرقمية الآمنة.”
تأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان الحكومة الشهر الماضي عن تشريعات جديدة لتجريم إنشاء المحتوى العميق الزائف (Deepfakes) ذو الطابع الجنسي، في إشارة إلى التوجه الجاد نحو مواجهة المخاطر المرتبطة بالتقنيات الحديثة.
تأثير عالمي متوقع
من المقرر أن تلعب المدونة الجديدة دورًا محوريًا في تشكيل معايير دولية لحماية أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إدراجها ضمن أعمال المعهد الأوروبي لمعايير الاتصالات (ETSI). كما يتوقع أن تحفز الدول الأخرى على تبني نهج مماثل لتعزيز الأمن السيبراني في قطاع الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى إنشاء إطار تنظيمي عالمي أكثر صرامة في هذا المجال.
مع تسارع وتيرة الابتكارات، تؤكد هذه المبادرة البريطانية أن أمن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان بيئة رقمية آمنة ومستدامة على المستوى العالمي.
لمزيد من التفاصيل حول مدونة الممارسات الجديدة لتعزيز أمن الذكاء الاصطناعي، يمكنكم الاطلاع على الوثيقة الرسمية