سجل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر الإنترنت قفزة نوعية خلال العام الماضي، إذ ارتفعت الزيارات إلى مواقع الأدوات الذكية من 7 مليارات زيارة في فبراير 2024 إلى 10.53 مليار زيارة في يناير 2025، بزيادة تصل إلى 50%، وفقا لدراسة حديثة أصدرتها شركة Menlo Security.
الاعتماد على المتصفحات سبب رئيسي
يرجع هذا التحول بشكل أساسي إلى استمرار الاعتماد الكبير على متصفحات الويب للوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، حيث تشير البيانات إلى أن حوالي 80% من استخدامات هذه الأدوات ما زالت تتم عبر المتصفحات، وذلك لسهولة الوصول إليها وتكاملها مع الخدمات الأخرى.
وأوضح ساتيام سينها، الرئيس التنفيذي لشركة Acuvity، أن هناك زيادة واضحة في الوعي بالمخاطر والتهديدات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن المؤسسات تواجه صعوبات في تحديد الأولويات لمعالجة هذه التحديات.
مخاطر Shadow AI تزداد مع انتشار الأدوات المجانية
وأظهرت الدراسة أيضاً أن حوالي 68% من الموظفين يستخدمون الأدوات الذكية المجانية عبر حساباتهم الشخصية، بينما يشارك 57% منهم بيانات حساسة عبر هذه الأدوات، مما يزيد من مخاطر الأمن السيبراني، خاصة مع غياب الضوابط الواضحة لهذه الاستخدامات التي تعرف بـ Shadow AI.
وأشار كريس بوندي، الرئيس التنفيذي لشركة Mimoto، إلى أن استخدام Shadow AI يُعد أخطر بكثير من Shadow IT التقليدية، لكونه أكثر قوة وأقل خضوعا للرقابة.
كما حذر كريشنا فيشنوبوتلا من شركة Zimperium من أن الهجمات السيبرانية، وبالأخص هجمات التصيد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، باتت أكثر سرعة ودقةً وواقعيةً من السابق، داعياً المؤسسات إلى تحديث دفاعاتها بشكل متواصل لمواكبة هذه التهديدات المتزايدة.
وفي هذا السياق، أكدت نيكول كاريغنان من شركة Darktrace على أن فهم التهديدات الجديدة التي يستغلها المهاجمون عبر الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة قصوى، وأن الأمن السيبراني هو الأساس لضمان أمان أنظمة الذكاء الاصطناعي.
مع استمرار اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على الإنترنت، تتزايد أهمية تطوير استراتيجيات الأمن السيبراني لمواجهة التهديدات المتطورة بوتيرة سريعة، مما يتطلب من المؤسسات التكيّف والتحرّك بسرعة للحفاظ على أمن بياناتها وأنظمتها الرقمية.
