أطلقت مؤسسة «مايتر» إطاراً جديداً للأمن السيبراني يركّز على معالجة الثغرات في الأنظمة المالية الرقمية، ولا سيما العملات المشفّرة، بهدف تمكين المؤسسات من فهم التهديدات الرقمية والتصدي لها بشكل منهجي.
الإطار الجديد، المعروف باسم «الإجراءات العدائية في تقنيات دفع الأصول الرقمية» (AADAPT)، يقدّم للمطورين وصنّاع السياسات والمؤسسات المالية آلية منظّمة لرصد المخاطر المرتبطة بأنظمة الدفع القائمة على الأصول الرقمية، وتحليلها، والحد من آثارها.
وبحسب المؤسسة الأميركية غير الربحية، يستند AADAPT، الذي أُعلن عنه في 14 يوليو، إلى تحليلات واقعية مدعومة بأكثر من 150 مصدراً من الجهات الحكومية والصناعية والأكاديمية. ويحدّد الإطار الأساليب والتقنيات والإجراءات التي يستخدمها المهاجمون في بيئات الدفع الرقمي، بما في ذلك خوارزميات التوافق والعقود الذكية.
وتشمل التهديدات الشائعة في هذا المجال هجمات الإنفاق المزدوج، وعمليات التصيّد، وهجمات الفدية، التي لا تزال تؤثر على الشركات والحكومات والأفراد على حد سواء.
ووفقاً لـ«مايتر»، فإن الكيانات الأصغر حجماً، مثل البلديات والحكومات المحلية، تظل أكثر عرضة لهذه الهجمات، بسبب افتقارها إلى الموارد اللازمة لتعزيز أمنها السيبراني. ولهذا، يقدّم AADAPT إرشادات وأدوات مصمّمة خصيصاً لتلبية احتياجات هذه الفئة من السوق المالي الرقمي.
وقالت وين ماسترز، نائب رئيس تقنيات الأمن السيبراني في «مايتر»: «الأصول الرقمية مثل العملات المشفّرة ستعيد تشكيل مشهد التمويل العالمي، لكن لا يمكن تجاهل التحديات الأمنية المصاحبة لها». وأضافت أن AADAPT «يوفر لأصحاب المصلحة أدوات فاعلة لتعزيز حماية أصولهم وبناء الثقة في المنظومة ككل».
ويعتمد AADAPT في بنائه على إطار «MITRE ATT&CK» الشهير، حيث تتكامل أساليبه وتقنياته مع تلك المستخدمة في ATT&CK، ما يتيح فهماً أعمق لسلوك الخصوم في البيئات الرقمية.
ويأتي إطلاق الإطار في وقت حرج يشهد تصاعداً في الجرائم الرقمية المرتبطة بالعملات المشفّرة. فقد كشفت شركة الأمن السيبراني «سيرتك» في يوليو أن حجم الأموال المسروقة عبر عمليات الاحتيال والهجمات الإلكترونية خلال النصف الأول من عام 2025 بلغ نحو 2.47 مليار دولار. وكان من أبرز تلك الحوادث هجومٌ استهدف بورصة العملات الرقمية «بايبت» في فبراير، وأدى إلى خسائر تُقدّر بـ1.4 مليار دولار. ووفقاً للتحقيقات، نُسبت العملية إلى مجموعة «لازاروس» المدعومة من كوريا الشمالية.
