في تقريرها السنوي الثامن والعشرين للرؤساء التنفيذيين في السعودية، كشفت شركة PwC عن معطيات تعكس تسارع التحول الرقمي في المملكة، مع تركيز واضح على الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI).
الذكاء الاصطناعي ينتقل من مرحلة “التبني” إلى “التكامل”
واحدة من أبرز نتائج التقرير: 81٪ من الرؤساء التنفيذيين في السعودية قالوا إنهم تبنوا الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال 12 شهرًا فقط. هذه ليست نسبة مرتفعة فقط بمقاييس إقليمية — بل إنها تتجاوز حتى المعدلات العالمية. والأهم من ذلك، أن التقرير يوضح أن هذا التبني لم يكن شكليًا، بل انعكس على مؤشرات الأداء:
- 66٪ لاحظوا زيادة في الربحية نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي.
- نفس النسبة أفادت بتحقيق زيادة في الإيرادات.
- 57٪ قالوا إنهم واثقون من دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الأساسية — وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 33٪.
لكن ما الذي يعنيه هذا فعليًا؟ التقرير يشير إلى أن المؤسسات في المملكة لم تعد تنظر للذكاء الاصطناعي كأداة “إضافية”، بل كجزء جوهري من استراتيجيات النمو والتوسع، خصوصًا في مجالات تحليل البيانات، وأتمتة المهام، وتسريع اتخاذ القرار.
أمن المعلومات: القلق يتضاعف
في المقابل، يشير التقرير إلى تحول في أولويات المخاطر. ففي حين كان التضخم هو القلق الأكبر في 2024، جاءت التهديدات السيبرانية على رأس القائمة في 2025، حيث قال 49٪ من التنفيذيين إن شركاتهم معرضة بشدة للهجمات السيبرانية — وهذه النسبة كانت فقط 20٪ العام الماضي.
التحليل هنا واضح: كلما توسعت الشركات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، زادت الحاجة إلى حماية البنية التحتية الرقمية. فالنمو السريع في الاعتماد على التقنية يفتح بالضرورة نقاط ضعف جديدة، ويضع الأمن السيبراني في قلب الخريطة الاستراتيجية.
خلاصة القراءة
التقرير يرسم صورة لرؤية متكاملة: الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا بل واقعًا قائمًا، والأمن السيبراني لم يعد مجرد “دور دعم” بل خط الدفاع الأول. ورغم التفاؤل الكبير بنمو الإيرادات، تبقى المرونة الرقمية والتكيف السريع مع التهديدات من أهم عوامل النجاح في السنوات القادمة.
