
خلال فعاليات منتدى دافوس 2025، تم الإعلان عن إنشاء مركز الاقتصاديات السيبرانية في الرياض، بالشراكة بين المنتدى الدولي للأمن السيبراني والمنتدى الاقتصادي العالمي. الإعلان جذب الأنظار، ليس فقط لأنه يعزز دور المملكة في قيادة الأمن السيبراني عالميًا، ولكن أيضًا بسبب الأهداف والمهام المتخصصة التي سيتولاها المركز، ليصبح واحدًا من أبرز المراكز التابعة لشبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة.
قصة شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة (C4IR)
تأسست شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة في عام 2017، بهدف أن تكون منصة عالمية لدعم تطوير السياسات والتقنيات المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة. بدأت الشبكة في سان فرانسيسكو، وسرعان ما توسعت لتشمل أكثر من 20 مركزًا حول العالم. تعمل هذه المراكز على دعم الحكومات والشركات في مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، الطاقة المستدامة، وتقنيات الفضاء.
مراكز الشبكة، التي تتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تهدف إلى الجمع بين الأطراف الفاعلة من القطاعين العام والخاص لتطوير سياسات مسؤولة تعزز الاستفادة من التقنيات المتقدمة، مع تقليل المخاطر التي قد تصاحبها. يُعد مركز الرياض إضافة جديدة ومهمة لهذه الشبكة، مع تركيزه على البعد الاقتصادي للأمن السيبراني.
مهام مركز الاقتصاديات السيبرانية في الرياض
مركز الاقتصاديات السيبرانية في الرياض يتمحور حول نقطة حيوية في عصرنا الحالي: العلاقة المتبادلة بين الأمن السيبراني والنمو الاقتصادي. سيعمل المركز على دراسة الأبعاد الاقتصادية للأمن السيبراني، من خلال إجراء أبحاث معمقة توفر لصناع القرار والحكومات بيانات وتحليلات دقيقة تُمكّنهم من بناء سياسات أكثر مرونة. كما سيركز على تقليل التفاوت بين الدول في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز التعاون بين الحكومات والشركات العالمية لتطوير حلول طويلة المدى للتحديات الرقمية.
المركز أيضًا سيعمل على تطوير أطر عمل مبنية على الأدلة، تعكس واقع التحديات وتساهم في خلق فرص اقتصادية جديدة في الفضاء الرقمي. من خلال الجمع بين البحث والابتكار، يُتوقع أن يصبح مركز الرياض منصة عالمية لتنسيق الجهود وتعزيز الحوار حول الاقتصاديات السيبرانية.
لماذا الرياض؟
اختيار الرياض مقرًا لهذا المركز يعكس رؤية المملكة الطموحة لتعزيز مكانتها كعاصمة عالمية للتقنيات الناشئة. بفضل موقعها الاستراتيجي ودورها المتنامي في الاقتصاد الرقمي، أصبحت الرياض نقطة محورية للتعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني. المركز يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تضع الأمن السيبراني والابتكار التقني في صلب استراتيجياتها التنموية.
وفقًا لتصريحات معالي المهندس ماجد بن محمد المزيد، محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، فإن إنشاء هذا المركز هو “خطوة أخرى نحو ترسيخ مكانة المملكة كقوة عالمية رائدة في مجال الأمن السيبراني، تسهم في دعم الاقتصاديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة”.
أهمية المركز على الساحة العالمية
مع تزايد التهديدات السيبرانية وتأثيرها الاقتصادي العالمي، يلعب مركز الاقتصاديات السيبرانية في الرياض دورًا حيويًا في تشكيل السياسات والممارسات المستقبلية. من المتوقع أن يسهم في تطوير حلول مبتكرة لتقليل تأثير الهجمات السيبرانية على الاقتصادات، وتعزيز التعاون الدولي بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة.
المركز ليس مجرد مبادرة محلية، بل منصة ذات أفق عالمي تهدف إلى بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام. وجوده في الرياض يعزز من مكانة المملكة كقائد عالمي في الأمن السيبراني، ويضعها في طليعة الدول التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والنمو الاقتصادي.
مركز الاقتصاديات السيبرانية في الرياض ليس مجرد مركز بحثي أو تنظيمي؛ بل هو حجر زاوية في الجهود العالمية لفهم الأبعاد الاقتصادية للأمن السيبراني. مع أهداف واضحة ودعم دولي قوي، يمثل هذا المركز خطوة حاسمة نحو بناء اقتصادات رقمية أكثر أمانًا واستدامة، حيث تلعب المملكة دورًا محوريًا في صياغة هذا المستقبل.