
أعلنت شركة «غوغل» الأميركية، الخميس، أنها رفعت دعوى قضائية ضد القائمين على شبكة «بادبوكس 2.0» (Badbox 2.0) التي يُعتقد أنها أصابت أكثر من 10 ملايين جهاز يعمل بنظام التشغيل المفتوح المصدر «أندرويد».
وأوضحت الشركة أن هذه الأجهزة لا تحتوي على الحماية الأمنية الخاصة بـ«غوغل»، وأن القراصنة عمدوا إلى تثبيت البرنامج الخبيث «بادبوكس 2.0» عليها مسبقاً، ما أتاح لهم فتح «أبواب خلفية» لاستخدامها في عمليات احتيال واسعة النطاق وأنشطة غير قانونية متعددة.
وبحسب نص الدعوى، الذي حصلت عليه «سيكيوريتي ويك»، فإن تحديثات «غوغل بلاي بروتكت» نجحت في منع وصول البرمجيات الخبيثة إلى الأجهزة المزوّدة بخدمات «غوغل» وجرى حظر التطبيقات المشبوهة تلقائياً. غير أن الشركة تسعى من خلال الدعوى الجديدة إلى تفكيك الشبكة الإجرامية وإيقاف عملياتها بالكامل.
وذكرت «غوغل» أن «بادبوكس 2.0» تُعد أكبر شبكة روبوتات معروفة تستهدف أجهزة التلفاز الذكية المتصلة بالإنترنت، وهي تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم. وأضافت أن الشبكة تسببت في أضرار لملايين الضحايا داخل الولايات المتحدة وخارجها، وتشكل تهديداً متزايداً للمستخدمين حول العالم.
وحذّرت الشركة من أن الشبكة استُخدمت حتى الآن في تنفيذ عمليات احتيال رقمية، لكنها قد تُستغل مستقبلاً لتنفيذ هجمات أكثر خطورة مثل برامج الفدية (Ransomware) أو هجمات حجب الخدمة (DDoS).
وأشارت «غوغل» إلى أن مشغّلي الشبكة لجأوا أيضاً إلى خداع المستخدمين لتحميل تطبيقات مصابة على أجهزتهم، مما مكّنهم من توسيع رقعة التحكم بالأجهزة المخترقة.
وبحسب التحقيقات، قام المهاجمون ببيع إمكانية الوصول إلى هذه الأجهزة المصابة، لاستخدامها كـ«خوادم وكيلة سكنية» (Residential Proxies) تُستغل في تنفيذ عمليات الاحتيال الإعلاني، مثل إنشاء مشاهدات مزيفة للإعلانات أو التحايل على نماذج الدفع بالنقرة.
وأكّدت «غوغل» أن هذا هو المشروع الثاني للقراصنة أنفسهم، إذ سبق أن تم تفكيك النسخة الأولى من الشبكة «بادبوكس» من قبل السلطات الألمانية في عام 2023.
وجاء في نص الدعوى أن «حجم ونطاق شبكة بادبوكس 2.0 استدعى تدخلاً عاجلاً من خبراء الأمن السيبراني الذين وجهوا تحذيرات للرأي العام»، فيما تسعى «غوغل» حالياً لاستصدار أمر قضائي لوقف البنية التحتية للشبكة ومنع توسعها.
وتشير مستندات القضية إلى أن الشبكة تُدار من قبل مجموعات إجرامية مختلفة تتخذ من الصين مقراً لها، حيث يتقاسم أفرادها الأدوار في بناء البنية التحتية للشبكة، وتطوير البرمجيات الخبيثة، وتثبيتها مسبقاً، وإدارة عمليات الاحتيال.
وقالت الشركة: «يتألف الكيان الإجرامي المعروف بـ(بادبوكس 2.0) من عدة مجموعات تهديد مرتبطة ببعضها من خلال بنية تحكم مركزية وعلاقات تجارية تاريخية، ما يشكّل شبكة تعاون معقّدة تدير عمليات إجرامية متعددة المراحل تستهدف الأجهزة المتصلة بالإنترنت، قبل وبعد استلام المستهلك لها».