أعلنت شركة «إنتل» الأميركية عن إيقاف مشروع نظام التشغيل «كلير لينكس» (Clear Linux OS)، بعد أكثر من عشر سنوات من إطلاقه، وذلك في خطوة مفاجئة تركت مستخدمي النظام في حاجة ملحّة للبحث عن بدائل آمنة.
النظام الذي طورته الشركة العملاقة كان يهدف منذ البداية إلى تقديم بيئة تشغيل تعتمد على تحسينات دقيقة مصممة خصيصاً لمعالجات «إنتل»، حيث جرى تجميع الحزم البرمجية باستخدام إعدادات خاصة لتعزيز الأداء والكفاءة الطاقية. كما تميز «كلير لينكس» ببنيته البسيطة والمرنة، واعتماده على ما يُعرف بـ«الحزم البرمجية» (bundles) لتسريع التثبيت وضبط الأداء تلقائياً.
وقد جاء في بيان رسمي نُشر على منتديات النظام، أن المشروع سيتوقف عن تلقي أي تحديثات أمنية أو صيانة مستقبلية، مشدداً على ضرورة انتقال المستخدمين إلى توزيعات أخرى لضمان سلامة أجهزتهم واستقرارها. وقال الفريق: «اعتباراً من اليوم، لن تقدم إنتل أي تصحيحات أمنية أو تحديثات أو خدمات صيانة لـ(كلير لينكس)، كما سيتم أرشفة مستودع GitHub الخاص بالنظام بوضعية القراءة فقط».
ورغم أن الشركة لم تفسر رسمياً أسباب هذا القرار، فإن مراقبين رجّحوا أن يكون ضعف تبني النظام وصعوبة صيانته أحد الأسباب الرئيسة، خاصة أنه لا يستند إلى أي توزيعة أخرى معروفة، مما يعني حاجة دائمة لفرق هندسية مخصصة.
ويشير آخرون إلى أن إنتل تسعى إلى تقليص المشاريع الجانبية التي لا تحقق عائداً استراتيجياً واضحاً، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة عملياتها والتركيز على التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي القائم على العوامل (agentic AI).
ورغم إنهاء المشروع، أوضح فريق «كلير لينكس» أنهم سيواصلون دعم نظام «لينكس» بشكل عام، عبر توفير تحسينات خاصة بأجهزة إنتل يمكن دمجها في توزيعات ومشروعات مفتوحة المصدر أخرى.
وقد حذّر الفريق من أن استخدام النظام بعد توقف التحديثات يجعله عرضة للثغرات والاستغلال، ما يجعل الانتقال إلى بدائل نشطة أمراً بالغ الأهمية لمستخدميه.
