
أعلنت شركة غوغل عن سياسة جديدة تُلزم مطوري تطبيقات تداول العملات الرقمية والمحافظ الإلكترونية بالحصول على تراخيص أو تسجيلات رسمية من الجهات الحكومية المختصة قبل نشر تطبيقاتهم، وذلك استجابة لتصاعد وتطور أساليب الهندسة الاجتماعية التي يوظفها المحتالون لاختراق ثقة المستخدمين واستغلالهم. وتشمل هذه الأسواق البحرين، وكندا، وهونغ كونغ، وإندونيسيا، وإسرائيل، واليابان، والفلبين، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وسويسرا، وتايلاند، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي. ولا تسري هذه المتطلبات على المحافظ غير الحاضنة (Non-custodial wallets).
تُلزم السياسة المطورين بالحصول على تراخيص من جهات تنظيمية مثل هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA) أو شبكة مكافحة الجرائم المالية الأميركية (FinCEN)، أو الاعتماد كمقدمي خدمات أصول مشفرة وفق لائحة الأسواق في الأصول المشفرة (MiCA) في الاتحاد الأوروبي، قبل توزيع التطبيقات. كما حذرت غوغل من أن المشهد التنظيمي العالمي يتطور بسرعة، ما قد يفرض متطلبات إضافية حتى في أسواق غير مشمولة حالياً.
يأتي القرار في ظل تحذير جديد من مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بشأن أسلوب احتيال متقدم يوظف الهندسة الاجتماعية لاستهداف ضحايا جرائم العملات الرقمية. ويعتمد هذا الأسلوب على انتحال صفة محامين أو جهات حكومية، والتواصل مع الضحايا عبر وسائل التواصل أو تطبيقات المراسلة، بدعوى مساعدتهم على استرداد أموالهم المسروقة. وفي الواقع، يتم خداعهم للمرة الثانية لتحويل أموال إضافية أو تقديم بيانات حساسة، بحجة تلقي معلوماتهم من جهات رسمية.
وبحسب بيانات الـFBI، بين فبراير 2023 وفبراير 2024، تكبّد الضحايا خسائر تجاوزت 9.9 مليون دولار من هذه العمليات، التي غالباً ما تتضمن عناصر خداع نفسي مثل:
- انتحال صفة جهات حكومية أو محامين معتمدين
- الإشارة إلى كيانات تنظيمية وهمية لكسب الثقة
- طلب الدفع بالعملات الرقمية أو بطاقات الهدايا
- معرفة دقيقة ببيانات التحويلات السابقة لإضفاء المصداقية
- الزعم بوجود الضحية في قائمة رسمية لضحايا الاحتيال
- إدخال الضحايا في مجموعات دردشة بدعوى الأمان
- استغلال عامل الاستعجال لدفع الضحايا لاتخاذ قرارات سريعة
ويؤكد مختصو الأمن السيبراني أن الجمع بين بيئة تنظيمية صارمة مثل التي تطبقها غوغل، والتوعية بأساليب الهندسة الاجتماعية، يمثل خط دفاع متقدماً ضد هذه الهجمات التي تمزج بين الاحتيال التقني والنفسي.