في دراسة حديثة أجرتها مؤسسة Gallup بتكليف من منظمة Noyb المعروفة بدفاعها عن الخصوصية، أبدى 7% فقط من مستخدمي فيسبوك وإنستغرام في ألمانيا موافقة على استخدام بياناتهم لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى شركة Meta، بينما لم يكن 27% من المشاركين على علم بأن بياناتهم تُستخدم لهذا الغرض. ماكس شرمز، الناشط الحقوقي الذي لعب دوراً محورياً في إسقاط اتفاقين لنقل البيانات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وصف الأمر بأنه محاولة من الشركة لتعزيز موقعها التنافسي على حساب خصوصية 274 مليون مستخدم في الاتحاد الأوروبي.
تستند Meta في أوروبا إلى مبدأ «المصالح المشروعة» لتبرير استخدام البيانات العامة من منشورات وتعليقات المستخدمين، بدلاً من الحصول على موافقة صريحة، وهو ما أقرته بعض السلطات الأوروبية والبريطانية المختصة بحماية البيانات. ورغم أن الشركة علّقت عمليات التدريب العام الماضي إثر شكاوى Noyb، فإن قرارات لاحقة من هيئات حماية البيانات في أيرلندا والمملكة المتحدة، إضافة إلى حكم محكمة إقليمية ألمانية، منحتها الضوء الأخضر لاستئناف النشاط. في المقابل، تقول Noyb إن إخفاق Meta في إيصال الإشعارات إلى جميع المستخدمين يضعف من صلاحية هذا الأساس القانوني، خصوصاً أن أقل من نصفهم يتذكرون تلقي تنبيهات حول الأمر، وتنخفض النسبة بين فئة الشباب إلى 21%.
هذا الخلاف يعكس التوتر المستمر بين الابتكار التكنولوجي ومتطلبات حماية الخصوصية، ويثير تساؤلات حول حدود استخدام البيانات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما مع توقعات بأن يصل النزاع إلى محكمة العدل الأوروبية. وفي ظل تحذيرات من إمكانية تكبد Meta خسائر بمليارات اليوروهات في حال نجاح دعوى جماعية، يبدو أن معركة الخصوصية هذه مرشحة للاستمرار، خاصة مع إصرار دعاة الحقوق الرقمية على أن وعي المستخدمين وحصولهم على معلومات واضحة هو ركيزة أساسية لأي معالجة مشروعة لبياناتهم.
