قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إن مجموعة من الجهات المجهولة تواصل استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات مسؤولين حكوميين، بهدف استخراج معلومات حساسة أو تنفيذ عمليات احتيال معقدة، في حملة تعود إلى عام 2023، أي قبل التقديرات الأولية التي أشارت إلى بدايتها في ربيع 2025.
وأوضح المكتب في إعلان عام أن الجهات المهاجمة انتحلت شخصيات كبار المسؤولين في حكومات الولايات، والبيت الأبيض، وعدد من الوزراء، وأعضاء في الكونغرس، واستهدفت شخصيات مقربة من هؤلاء المسؤولين، بما في ذلك أفراد عائلاتهم ومعارفهم الشخصيين.
وتعتمد هذه الحملة على تقنيات التزييف العميق وتطبيقات الاتصال المشفرة مثل Signal، لتبدو الرسائل الصوتية وكأنها صادرة عن شخصيات حكومية بارزة، خاصة مع تكرار استخدام تلك المنصات رسمياً خلال فترة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
تبدأ الرسائل الأولية عادة برسائل نصية تمهيدية، يعقبها اقتراح بنقل المحادثة إلى تطبيقات مثل Signal أو WhatsApp أو Telegram، بدعوى أن طبيعة النقاش حساسة. وبمجرد الانتقال، يدعي منتحل الشخصية أنه بصدد ترتيب لقاء مع الرئيس ترامب أو مسؤول كبير، أو يقترح ترشيح الضحية لعضوية مجلس إدارة إحدى الشركات.
وتشير التحقيقات إلى استخدام هذه التمهيدات كغطاء لطلب معلومات شخصية حساسة، مثل صور جوازات السفر، أو تزامن جهات الاتصال، أو طلب تحويلات مالية إلى الخارج، أو تسهيل تواصل مباشر مع أشخاص آخرين في دائرة الضحية.
وبين المكتب أن من أهم أهداف المهاجمين هو الوصول إلى قائمة جهات الاتصال في هواتف الضحايا، لاستخدامها لاحقاً في انتحال شخصيات جديدة وشن جولة تالية من الهجمات تستهدف أفراداً آخرين في نفس الدائرة.
في واقعة سابقة بشهر يوليو، حذرت وزارة الخارجية الأميركية الدبلوماسيين من حملة لانتحال شخصية وزير الخارجية ماركو روبيو عبر أدوات صوتية تعتمد الذكاء الاصطناعي. كما شهد عام 2024 ظهور فيديو مفبرك للمتحدث السابق باسم الوزارة، ماثيو ميلر، يتحدث فيه عن شرعية استهداف المدن الروسية من قبل الجيش الأوكراني، وهو ما تبين لاحقاً أنه مزيف.
وتعد هذه الحملة واحدة من أكثر حملات الانتحال تطوراً واستمرارية، بأسلوب يعكس تصاعد التهديدات التي يولدها الذكاء الاصطناعي في الفضاء السيبراني، وضرورة تعزيز آليات التحقق والتوعية الرقمية.







