
حُكم على كريستينا تشابمان (50 عاماً) من منطقة ليتشفيلد بارك بولاية أريزونا، بالسجن لأكثر من ثماني سنوات، بعد أن أقرّت بذنبها في فبراير 2025 بتهم التآمر لارتكاب احتيال مالي إلكتروني، وسرقة هويات مشددة، والتآمر لغسل الأموال.
تشابمان لعبت دوراً محورياً في تمكين عمال تكنولوجيا معلومات تابعين لكوريا الشمالية من التسلل إلى سوق العمل الأمريكية عبر التوظيف عن بُعد، حيث ساعدتهم في الحصول على وظائف داخل 309 شركة أمريكية، من بينها مؤسسات عملاقة ضمن قائمة «فورتشن 500»، بالإضافة إلى شركتين دوليتين.
وقد أدارت تشابمان “مزرعة حواسيب” تتكون من أكثر من 90 جهازاً، اُستخدمت لإيهام الشركات الأمريكية بأن موظفيها الافتراضيين موجودون فعلياً داخل البلاد. كما أرسلت 49 جهازاً إضافياً إلى الخارج، بينها أجهزة وصلت إلى مدينة صينية تقع على الحدود مع كوريا الشمالية.
للاطلاع على تفاصيل القضية
القبض على امرأة أميركية تدير مزرعة حواسيب لصالح عمال كوريين شماليين - سايبركاست
وذكرت وزارة العدل الأمريكية أن تشابمان احتفظت بملاحظات تفصيلية تربط كل جهاز حاسوب بشركة أمريكية وهوية مزورة. وقد جرى استخدام 68 هوية مسروقة لمواطنين أمريكيين ضمن هذه الخطة التي جمعت أكثر من 17 مليون دولار لحساب النظام الكوري الشمالي.
كما تورطت تشابمان في استلام وتزوير شيكات رواتب باسم أصحاب الهويات المسروقة، وقامت بتحويل أجور عمال تكنولوجيا المعلومات إلى الخارج بعد إيداعها في حساباتها البنكية الأمريكية.
وفي تصريح لافت، قالت المحامية العامة جانين فيريس بيرو: «كوريا الشمالية لا تُهدد الوطن من بعيد فحسب، بل تشكل تهديداً داخلياً. إنها تُمارس الاحتيال بحق المواطنين والبنوك والشركات الأمريكية. التهديد داخل البيت بالفعل». وأضافت أن المؤسسات التي تفشل في التحقق من هوية موظفيها الافتراضيين تُشكل خطراً أمنياً مباشراً على الجميع.
ولا تقتصر مخاطر عمال كوريا الشمالية على الأموال فقط، إذ يُحتمل أن يستغلوا وصولهم إلى الأنظمة لزرع برمجيات خبيثة أو سرقة الملكية الفكرية أو احتجاز البيانات مقابل فدية.
وشملت قائمة الضحايا شبكة تلفزيونية من ضمن الخمس الكبار، وشركة تقنية في وادي السيليكون، وشركة تصنيع طائرات، وشركة سيارات أمريكية، ومتجر تجزئة فاخر، وشركة إعلام وترفيه.
يُشار إلى أن شركة «غوغل» كانت قد حذّرت مؤخراً من أن الشركات الأوروبية بدورها أصبحت هدفاً لعمليات توظيف مزيفة مشابهة.