
قال باحثون في شركة الأمن السيبراني “Proofpoint”، إن مجموعات تهديد مرتبطة بالصين كثّفت مؤخراً حملات تجسس إلكتروني استهدفت قطاع أشباه الموصلات في تايوان، إلى جانب محللين ماليين في شركات استثمار دولية، وذلك خلال الفترة الممتدة من مارس إلى يونيو، وسط تزايد التوترات التقنية بين بكين وواشنطن.
وأوضحت الشركة في تحليل جديد أن الهجمات شملت ما لا يقل عن ثلاث مجموعات اختراق صينية استهدفت ما بين 15 إلى 20 جهة، بينها شركات متوسطة وكبيرة، ومحللون ماليون يعملون لدى شركة استثمار مقرها الولايات المتحدة، فيما لم يتم الكشف عن أسماء الضحايا أو مدى نجاح العمليات.
وقال مارك كيلي، الباحث المتخصص في التهديدات الصينية لدى “Proofpoint”، إن بعض الأهداف لم تُستهدف من قبل، مما يشير إلى توسّع نطاق الاهتمام الاستخباري الصيني. وأشار إلى أن الأساليب المستخدمة تراوحت بين إرسال بريد إلكتروني فردي يستهدف موظفاً محدداً، إلى حملات واسعة تضم أكثر من 80 رسالة إلكترونية.
وذكر التقرير أن إحدى المجموعات استخدمت حسابات بريد إلكتروني جامعية تايوانية تم اختراقها، لإرسال ملفات خبيثة تتضمن روابط ضارة أو أرشيفات محمية بكلمة مرور، بهدف التسلل إلى شركات التصميم والتصنيع وسلاسل التوريد في قطاع أشباه الموصلات. بينما لجأت مجموعة أخرى إلى انتحال صفة شركة استثمار وهمية للتواصل مع محللين ماليين في شركات تتابع صناعة أشباه الموصلات التايوانية.
وتتزامن هذه الأنشطة مع تشديد الولايات المتحدة قيود تصدير الرقائق المصممة أميركياً إلى الصين، والتي تُنتج غالباً في تايوان، مما يضع القطاع تحت ضغط سياسي وتجاري متصاعد. وتسعى الصين في المقابل إلى تقليل اعتمادها على الرقائق الأميركية، خصوصاً تلك المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لمراقبين.
وامتنعت شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Co عن التعليق على الموضوع، فيما لم ترد شركات MediaTek وUMC وNanya وRealTek على طلبات التعليق. وقال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن إن “الهجمات السيبرانية تهديد مشترك يواجه جميع الدول، بما في ذلك الصين”، مؤكداً معارضة بكين لأي شكل من أشكال الجرائم السيبرانية.
وأشار ممثل عن شركة الأمن السيبراني التايوانية TeamT5 إلى أن الهجمات الأخيرة لا تشكل ظاهرة عامة، لكنها تعكس اهتماماً مستمراً من جهات تهديد متقدمة مرتبطة بالصين، خاصة عبر استهداف الموردين والمصانع الثانوية، كما حصل في يونيو عندما استُهدفت شركة كيميائية مجهولة تلعب دوراً محورياً في سلسلة توريد أشباه الموصلات.