
أظهر تقرير جديد صادر عن شركة «أكسنتشر» أن نحو 90 في المئة من المؤسسات حول العالم ليست مجهزة بما يكفي لحماية مستقبلها الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، في ظل تسارع وتيرة الهجمات السيبرانية المعززة بهذه التقنية المتقدمة. وأفاد التقرير بأن 63 في المئة من الشركات تقع في ما يسمى بـ«منطقة التعرض»، حيث تفتقر إلى استراتيجية متماسكة في الأمن السيبراني والقدرات التقنية اللازمة للدفاع.
وحذر التقرير من أن سرعة انتشار الذكاء الاصطناعي أسهمت في رفع حدة التهديدات السيبرانية من حيث السرعة والتعقيد، مما تجاوز قدرات الدفاع الحالية لدى معظم المؤسسات. وتبيّن أن 77 في المئة من تلك المؤسسات تفتقر إلى ممارسات أساسية في حماية البيانات والذكاء الاصطناعي، ما يعرّض نماذج الأعمال الحيوية والبنى السحابية إلى أخطار كبيرة.
وقال باولو دال شين، المدير العالمي في «أكسنتشر سيكيوريتي»، إن التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية والبيئات التشغيلية المعقدة، إلى جانب الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تجعل المؤسسات أكثر عرضة للمخاطر. وأضاف: «لا يمكن للأمن السيبراني أن يكون فكرة لاحقة، بل يجب أن يكون مدمجاً في كل مبادرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي منذ بدايتها».
وأشار التقرير إلى أن التبني المتسارع للتقنيات التوليدية (GenAI) لم يُقابَل بمستوى مماثل من الحوكمة والتدريب؛ إذ لا تتجاوز نسبة المؤسسات التي اعتمدت سياسات واضحة وتدريبات لاستخدام هذه التقنية 22 في المئة، كما أن القليل منها يحتفظ بجرد دقيق لأنظمة الذكاء الاصطناعي لديها، ما يعرّضها لمخاطر في سلاسل التوريد.
وفي مجال حماية البيانات، لا تستخدم سوى 25 في المئة من المؤسسات تقنيات التشفير والسيطرة على الوصول بشكل كامل لحماية المعلومات الحساسة. واعتبر دانيال كندزيور، رئيس الأمن البياني والذكاء الاصطناعي في «أكسنتشر»، أن الأمن السيبراني يجب أن يُعاد اختراعه مع الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «يجب تصميم الأنظمة بأمن مدمج ومتابعتها باستمرار لمواكبة التهديدات».
وكشف التقرير عن تفاوتات إقليمية واضحة، حيث لم تتجاوز نسبة المؤسسات ذات النضج السيبراني الكامل في أميركا الشمالية 14 في المئة، و11 في المئة في أوروبا، في حين أن 77 في المئة من مؤسسات أميركا اللاتينية، و71 في المئة من آسيا والمحيط الهادئ، لا تزال في «منطقة التعرض».
وقسمت الدراسة المؤسسات إلى ثلاث مناطق نضج سيبراني، حيث توجد 10 في المئة فقط ضمن «منطقة الجاهزية لإعادة الابتكار»، وتتميز هذه المؤسسات بقدرتها على التكيف المستمر مع التهديدات. وتبين أنها أقل عرضة للهجمات المتقدمة بنسبة 69 في المئة، وتتفوق بمعدل 1.5 مرة في صدّ تلك الهجمات، فضلاً عن تحقيقها زيادة بنسبة 15 في المئة في ثقة العملاء.
أربع خطوات لتحقيق الجاهزية السيبرانية
دعا التقرير إلى تنفيذ أربع خطوات رئيسية لبلوغ «منطقة الجاهزية لإعادة الابتكار»:
- تطوير إطار حوكمة أمني يتماشى مع واقع العالم المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويحقق التوازن بين الامتثال التنظيمي والأهداف التجارية.
- تصميم نواة رقمية آمنة لتقنيات GenAI من البداية، عبر دمج الأمن في مراحل تطوير وتشغيل هذه النماذج.
- الحفاظ على أنظمة ذكاء اصطناعي مرنة ترتكز على أسس أمنية قوية، وتعزز قدرات الكشف والاستجابة.
- إعادة ابتكار الأمن السيبراني باستخدام GenAI لتسريع العمليات، وتقوية الدفاعات، والكشف المبكر عن التهديدات.