
أعلنت المملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وبالتعاون مع الشركة السعودية لتقنية المعلومات سايت، ومؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، وبشراكة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، عن إطلاق المبادرة العالمية لبناء القدرات الدولية في الفضاء السيبراني. جاء الإعلان ضمن أعمال النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني الذي استضافته الرياض تحت شعار “تعزيز المكتسبات المشتركة في الفضاء السيبراني”.
تسعى المبادرة إلى معالجة التحديات الإستراتيجية التي تواجه القطاع عالمياً، وفي مقدمتها النقص الحاد في الكفاءات، إذ تشير تقارير المنتدى الدولي للأمن السيبراني إلى وجود فجوة تصل إلى 2.8 مليون متخصص. وترتكز المبادرة على خمسة مسارات رئيسية تشمل برامج البحث والتطوير، والمحاكاة والتمارين السيبرانية، والتدريب، وتطوير السياسات، وورش العمل، بما يدعم صناع السياسات وأجهزة إنفاذ القانون والدبلوماسيين والمتخصصين.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة موجهة للمنتدى عن شكره للمملكة لتبني هذه المبادرة العالمية، مشيداً بتركيز المنتدى على قضايا إنسانية محورية مثل حماية الطفل وتمكين المرأة في الفضاء السيبراني.
من جانبه، أكد محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، المهندس ماجد بن محمد المزيد، أن المبادرة تنطلق من موقع المملكة الريادي في القطاع، وما حققته التجربة السعودية من مكتسبات محلية وإقليمية ودولية جعلتها نموذجاً معترفاً به عالمياً. وأشار إلى أن المملكة تمتلك سجلاً طويلاً في بناء منصات ومبادرات دولية، من أبرزها مبادرة “حماية الطفل في الفضاء السيبراني” ومبادرة “تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني” اللتان أطلقهما سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بهدف مواجهة التحديات المتزايدة وحشد الجهود الدولية لتعزيز الصمود السيبراني.
وتعكس هذه الخطوة حرص المملكة على توحيد الجهود الدولية، إذ سبق أن أنشأت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بأمر ملكي، وأسهمت في تأسيس اللجنة الوزارية للأمن السيبراني بمجلس التعاون الخليجي، ومجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، إضافة إلى إطلاق مبادرات إستراتيجية أخرى تسعى لتعزيز التعاون الدولي، وتحفيز التنمية، وخدمة الإنسان حول العالم.