لم تهز السرقة التي وقعت في متحف اللوفر الفرنسي في 19 أكتوبر 2025 الأوساط الثقافية فحسب، بل كشفت أيضاً هشاشة مقلقة في أنظمة الأمن السيبراني للمتحف الأشهر عالمياً. فبعد أكثر من شهر على الحادثة التي سرق خلالها مجرمون مجوهرات ملكية وإمبراطورية تقدر قيمتها بنحو 88 مليون يورو، بدأت تتكشف تفاصيل تظهر أن الخلل لم يكن في النوافذ أو الكاميرات فقط، بل في النظام المعلوماتي ذاته.
وبحسب صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، فإن وكالة الأمن المعلوماتي الوطنية اكتشفت خلال سلسلة من عمليات التدقيق التي أجريت بين عامي 2014 و2025 عدداً كبيراً من الثغرات التقنية في أنظمة المتحف. غير أن أكثرها لفتاً للانتباه كان أن كلمة المرور الخاصة بنظام المراقبة بالفيديو كانت ببساطة اسم المتحف نفسه مكتوباً بالأحرف الكبيرة: LOUVRE.
أثار الخبر جدلاً واسعاً في فرنسا، إذ يعتبر ذلك دليلاً على ضعف غير مقبول في إدارة أمن منشأة تحمل إرثاً فنياً وتاريخياً لا يقدر بثمن. فبينما يتخذ الأفراد في العادة كلمات مرور بسيطة مثل أسمائهم أو تواريخ ميلادهم، بدا من غير المعقول أن يستخدم أحد أكبر المتاحف في العالم المبدأ ذاته لحماية نظام حيوي بحجم نظام المراقبة.
وأشارت التقارير إلى أن المشكلة لم تقتصر على كلمة المرور. ففي تدقيق لاحق عام 2017، تم رصد أخطاء مماثلة، بينما أظهر تقرير آخر صدر في عام 2025 أن برنامج الحماية Sathi المسؤول عن أنظمة المراقبة والتحكم بالدخول لم يكن قابلاً للتحديث، ما جعل المنظومة عرضة للاختراقات. وأكدت الوكالة أن البنية المعلوماتية للمتحف كانت متقادمة وتعاني من ضعف كبير في إجراءات الأمن، وهو ما لا يليق بمؤسسة بهذا المستوى من الأهمية والرمزية.
