كشفت مصادر استخبارية أميركية أن قراصنة مجهولين نجحوا في اختراق منصة استخباراتية غير مصنفة تُستخدم من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وجهات حكومية أخرى لإدارة العقود الدفاعية الحساسة. المنصة المخترقة هي موقع مركز أبحاث التعاقدات الاستخبارية المعروف باسم ARC، والذي يعمل كبوابة أساسية تتعامل من خلالها شركات خاصة مع أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وفقاً لما أكدته «المكتب الوطني للاستطلاع» (NRO)، فإن هذا الهجوم أسفر عن تسريب معلومات حساسة شملت بيانات الملكية الفكرية والمعلومات الشخصية الخاصة بمورّدين يدعمون برامج تجسس متقدمة لصالح وكالة الاستخبارات، وعلى رأسها برنامج “Digital Hammer” عالي السرية.
برنامج Digital Hammer يطوّر تقنيات متقدمة لجمع المعلومات البشرية والرصد والمراقبة، مع تركيز خاص على مواجهة العمليات الاستخبارية الصينية. ومن بين الأدوات التي يطوّرها البرنامج: أنظمة استخبارات مفتوحة المصدر، مجسّات مصغّرة، أدوات مراقبة خفية، تقنيات صوتية واتصالات، ومنصات ذكاء اصطناعي للتحليل واستخراج البيانات.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى معلومات ترتبط بتقنيات رئيسية تُستخدم في العمليات السرية، إضافة إلى بيانات متعلقة ببرامج مثل مراقبة الفضاء التابعة لقوة الفضاء الأميركية، وبرامج تطوير الأسلحة الفضائية، ونظام الدفاع الصاروخي “القبة الذهبية”.
تسلسل الهجمات يكشف حملة منسّقة مدعومة من الصين
يتزامن هذا الاختراق مع إعلان شركة مايكروسوفت عن هجوم إلكتروني صيني استهدف وزارة الطاقة الأميركية، وبالتحديد الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، باستخدام ثغرات يوم الصفر في خوادم SharePoint. وقد تم تحديد ثلاث مجموعات تهديد صينية مسؤولة عن هذه الهجمات، هي: Linen Typhoon، Violet Typhoon، وStorm-2603.
- مجموعة Linen Typhoon تنشط منذ 2012، وتختص بسرقة الملكية الفكرية من مؤسسات حكومية وعسكرية.
- مجموعة Violet Typhoon تُعرف بهجماتها التجسسية على العاملين في القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الدراسات.
- مجموعة Storm-2603 استخدمت نفس الثغرات لنشر برمجيات فدية.
وفي هذا السياق، صرّح الضابط السابق في سلاح الجو الأميركي ومؤسس شركة Data Abyss، إل. جي. إيدز، أن عملية ARC لم تكن عشوائية بل “عملية دقيقة من تنفيذ جهة حكومية، وعلى الأرجح الصين”.
وأضاف أن تسريب ابتكارات مصممة لبرامج تمولها CIA يُعدّ اختراقاً يمس الأمن القومي الأميركي بشكل مباشر.
التهديدات الفضائية تصعّد من خطورة التوقيت
وفي سياق متصل، نبّه مدير مكتب الاستطلاع الوطني، كريستوفر سكوليز، إلى تصاعد التهديدات في الفضاء، حيث اعتبر أن روسيا تطوّر قدرات تعطيلية نووية ضد الأقمار الاصطناعية، في حين أن الصين تمثّل “تهديداً مختلفاً” بفضل تقدمها التكنولوجي وتكامل قدراتها عبر الطيف الكامل من الأنظمة.
وقد أكدت الوكالة فتح تحقيق في الهجوم دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أنها أبلغت الشركات المتضررة وتتخذ إجراءات لاحتواء آثار الاختراق ومنع تكراره.
ورغم عدم تسريب معلومات مصنفة حسبما أفادت المصادر، إلا أن فقدان ملكيات فكرية لصالح جهات أجنبية يُعد تهديداً كبيراً لقدرات الولايات المتحدة الدفاعية والاستخبارية.
