
سجلت شركة Cloudflare ارتفاعًا قياسيًا في حجم هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS) خلال عام 2024، حيث بلغت ذروة الهجمات 5.6 تيرابت في الثانية، وهو الرقم الأعلى الذي تم رصده حتى الآن. وأوضحت الشركة في تقريرها أن العام الماضي شهد زيادة بنسبة 53% في تكرار هجمات DDoS مقارنة بعام 2023.
بحسب التقرير، قامت Cloudflare بحجب نحو 21.3 مليون هجوم DDoS في 2024، بمتوسط 4870 هجومًا في الساعة. وشهدت الهجمات زيادة تدريجية على مدار العام، حيث ارتفعت من 4 ملايين هجوم في الربع الثاني إلى 6 ملايين في الربع الثالث، لتصل إلى 6.9 مليون هجوم في الربع الأخير.
تفاصيل الهجوم القياسي
أكبر هجوم تم تسجيله خلال الربع الرابع من 2024 كان هجوم UDP DDoS بسرعات بلغت 5.6 تيرابت في الثانية، استهدف مزود خدمة إنترنت في شرق آسيا. استمر الهجوم لمدة 80 ثانية، وشارك فيه 13,000 عنوان IP، ساهم كل منها بنحو 1 جيجابت في الثانية. هذا الهجوم تفوق على الرقم القياسي السابق البالغ 3.8 تيرابت في الثانية.
أنماط الهجمات والمصادر
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، كانت معظم هجمات HTTP DDoS (73%) مرتبطة بشبكات botnet معروفة، في حين شملت بقية الهجمات طرقًا مثل محاكاة المتصفحات الشرعية (11%) وخصائص HTTP المشبوهة (10%). وأوضحت Cloudflare أن 92% من طلبات هذه الهجمات تمت عبر HTTPS، بينما كانت 8% عبر HTTP غير مشفر.
أما بالنسبة للهجمات على طبقتي الشبكة (Layer 3/Layer 4)، فكانت الأكثر شيوعًا SYN Flood بنسبة 38%، تليها DNS Flood بنسبة 16%، وUDP Flood بنسبة 14%.
فيما يتعلق بالمصادر، جاءت إندونيسيا في المرتبة الأولى كمصدر لهجمات DDoS، تليها هونغ كونغ وسنغافورة. أما الصين، فكانت أكثر الدول تعرضًا للهجمات، تليها الفلبين وتايوان. وكانت القطاعات المستهدفة تشمل شركات الاتصالات، وصناعة الإنترنت، والشركات التسويقية.
اتجاهات جديدة في الهجمات
أظهر التقرير زيادة ملحوظة في الهجمات فائقة الحجم، حيث ارتفع عدد الهجمات التي تجاوزت 500 ميجابت في الثانية بنسبة 1885% خلال الربع الأخير مقارنة بالربع السابق. ومع ذلك، فإن غالبية هجمات HTTP DDoS (72%) كانت قصيرة، واستمرت أقل من عشر دقائق، في حين استمرت 11% منها لأكثر من 24 ساعة.
تقييم شامل
توضح هذه البيانات تصاعد حجم وتكرار هجمات DDoS بشكل غير مسبوق، ما يفرض تحديات جديدة على القطاعات المستهدفة والبنية التحتية الرقمية عالميًا. ومع تعقيد الهجمات وتوسع نطاقها، تصبح الحاجة إلى فهم أعمق لهذه التهديدات ضرورية لضمان استمرارية الخدمات الرقمية في مواجهة هذا التصعيد السيبراني.