شهدت إحدى أكبر الأسواق الإلكترونية المظلمة في الغرب اختفاءً مفاجئاً مطلع الشهر الجاري، في ما يُرجّحه خبراء على أنه عملية «خروج احتيالية» ممنهجة.
وذكرت مجلة «Infosecurity Magazine» نقلاً عن شركة TRM Labs المختصة بتحليل سلاسل الكتل، أن مستخدمي «Abacus Market» بدأوا بالإبلاغ عن صعوبات في سحب أرصدتهم أواخر يونيو الماضي، وهي خطوة تُعد تمهيداً معروفاً في مثل هذه العمليات، حيث يغلق القائمون على السوق المنصة فجأة ويستحوذون على الأموال.
ورغم مزاعم مدير السوق المعروف باسم «فيترو» بأن هذه المشاكل تعود إلى هجوم من نوع «حجب الخدمة» (DDoS) وتدفّق مفاجئ للمستخدمين من سوق «Archetyp»، فإن غالبية المشاركين ظلوا مشككين في التبريرات. وأفادت «Infosecurity Magazine» بأن هذه الرواية لم تقنع المجتمع الرقمي، خاصة في ظل غياب أي تأكيد رسمي من الجهات الأمنية.
وتطرح بعض التحليلات احتمال تدخل سلطات إنفاذ القانون، إلا أن التقديرات الأقرب تشير إلى أن القائمين على «أبـاكـس» قرروا الانسحاب الطوعي لتفادي مصير مماثل لما حدث لسوق «Archetyp» الذي أُغلق مؤخراً بعد حملة أمنية واسعة.
ونقلت «Infosecurity Magazine» عن TRM Labs قولها إن الأسواق التي تحتل مراكز متقدمة من حيث عدد المستخدمين وحجم التعاملات وقوة السمعة تصبح أهدافاً رئيسية للتحقيقات. وأشارت إلى أن القائمين على «أبـاكـس»، وبعد أربع سنوات من الأرباح المرتفعة، ربما اختاروا السلامة على مواصلة المجازفة.
وبحسب تحليل شركة Chainalysis، فقد نمت إيرادات السوق بنسبة 183% خلال عام 2024، مستفيدة من إغلاق أسواق مظلمة منافسة. وركّزت «أبـاكـس» على بيع المخدرات والكيماويات الأولية، إلى جانب أدوات الجريمة السيبرانية وخدمات الاحتيال والبضائع المزيفة، إضافة إلى بيع حسابات بنية تحتية تُقدّم كخدمة (IaaS).
البائعون تحت المجهر الأمني
وركّز تقرير «Infosecurity Magazine» على تحوّل استراتيجيات الجهات الأمنية نحو استهداف البائعين أنفسهم بدلاً من المنصات فقط. إذ تسبّب ملاحقة البائعين في تعطيل نشاطاتهم على مختلف الأسواق دفعة واحدة، على عكس إغلاق السوق الذي يمكن تجاوزه بالانتقال إلى منصة أخرى.
وقالت TRM Labs إن الاعتقالات الفردية للبائعين باتت أكثر تأثيراً من إغلاق المنصات، وهو ما دفع السلطات إلى دمج عمليات الإغلاق ضمن تحقيقات أطول وأكثر عمقاً، بدلاً من اعتبارها غاية بحد ذاتها.
