
كشفت «منظمة تكنولوجيا المعلومات الإيرانية» (ITOI)، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تطوير وتنفيذ الخدمات الرقمية في البلاد، عن بدء تحرك رسمي نحو تصنيف واختيار مزوّدي خدمات سحابية قادرين على استضافة الخدمات الحكومية، في خطوة غير معتادة بالنظر إلى السياق السياسي بين طهران وواشنطن.
وتسعى المنظمة، بحسب ما أوردته صحيفة The Register البريطانية، إلى تشكيل قائمة تتضمن ما لا يقل عن ثلاثة مزوّدي خدمات قادرين على تشغيل التطبيقات والخدمات الحكومية وفق أعلى المعايير العالمية. ويشمل هذا التوجه إجراء عملية تقييم وتصنيف شاملة تشمل جوانب الامتثال الأمني والتقني، في وقت يشهد فيه القطاع الرقمي الإيراني توسعاً غير مسبوق.
وتطلب الهيئة من المتقدمين الالتزام بالمعايير الدولية، وعلى رأسها “ISO 27017″ الخاصة بأمن الحوسبة السحابية، و”ISO 27018” لحماية البيانات الشخصية، كما تشترط توافق الحلول مع تعريف الحوسبة السحابية الوارد في وثيقة “NIST SP 800-145” الصادرة عن “المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتقنية”، وهو ما يثير مفارقة لافتة في ظل المواقف العدائية الرسمية تجاه واشنطن.
ورحّبت المنظمة الإيرانية بجميع أنواع مزوّدي الخدمات، سواء ممن يقدمون بنية تحتية كخدمة (IaaS) أو منصة كخدمة (PaaS) أو برنامج كخدمة (SaaS)، وكذلك أولئك المتخصصين في الحوسبة السحابية الخاصة والعامة والهجينة، إلى جانب مقدّمي خدمات الأمن والدعم الفني والمراقبة وهجرة البيانات.
ويُمنح المزوّدون الذين يجتازون عملية التقييم “شهادة تصنيف خدمات سحابية”، تتيح لهم التعاقد مستقبلاً مع الجهات الحكومية ضمن قائمة مزوّدي الخدمات المعتمدين من الدولة.
وتُعد هذه الخطوة استمراراً لمحاولات إيران تعزيز سيادتها الرقمية، خاصة بعد أن أغلقت الإنترنت محلياً خلال المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة التي استمرت 12 يوماً، ثم أعادت فتحها لاحقاً، وهو ما ترافق مع عودة النشرات التقنية الرسمية للظهور بعد توقف طويل.