أظهر استطلاع جديد أجرته شركة DHL Supply Chain أن قادة سلاسل الإمداد حول العالم يعتبرون الأمن السيبراني التحدي الأكبر الذي ستواجهه شركاتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، في ظل تنامي القلق من التقنيات القديمة وضعف الشفافية في العمليات.
وشمل الاستطلاع 350 من كبار التنفيذيين في قطاع سلاسل الإمداد، حيث صنف 56% منهم الأمن السيبراني كأكبر هاجس تشغيلي، بينما أشار 47% إلى القلق من الأنظمة والبرامج القديمة، و49% إلى ضعف الحلول التقنية المتاحة.
وعند سؤال المشاركين عن القوة الخارجية الأكثر تأثيراً في أعمالهم بحلول عام 2030، اختار 70% التهديدات السيبرانية، لتتفوق بذلك على أي فئة أخرى من المخاطر.
وقال أحد التنفيذيين المشاركين في التقرير: “رغم إنفاقنا ملايين الدولارات على الأمن السيبراني، فإن القراصنة لا يتوقفون عن اختبار قدراتنا ومحاولة اكتشاف نقاط ضعف جديدة في أنظمتنا”.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة المخاطر
أوضح التقرير أن 73% من قادة سلاسل الإمداد يتوقعون أن تصبح شركاتهم أكثر اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العقد، بينما يرى 78% أن التعلم الآلي والتحليلات التنبؤية والنماذج التوليدية (GenAI) ستكون أبرز التقنيات المؤثرة في عمليات سلاسل الإمداد خلال السنوات المقبلة.
وفي هذا السياق، حذرت شركة Gartner في سبتمبر الماضي من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي زاد من مخاطر تسرب البيانات، مع معاناة العديد من الشركات في دمج هذه التقنيات مع أنظمتها القديمة وتأمين بياناتها الحساسة.
نقاط ضعف في سلاسل التوريد البحرية
وتزامناً مع ذلك، كشف تقرير آخر صادر عن منصة Achilles لإدارة سلاسل الإمداد أن ما يقرب من ثلث موردي قطع الغيار والخدمات البحرية يعانون من ثغرات سيبرانية خطيرة. وأظهر التقييم أن نحو 30% من أصل ألف مورد عالمي مصنفون ضمن فئة المخاطر العالية أو العالية جداً، في حين أن أكثر من نصفهم يفتقرون إلى سياسات واضحة لأمن المعلومات أو تأمين ضد المسؤولية العامة.
تسلط هذه النتائج الضوء على هشاشة البنية السيبرانية في سلاسل الإمداد العالمية، رغم اعتمادها المتزايد على التقنيات الذكية والتحول الرقمي، مما يجعل الأمن السيبراني عاملاً حاسماً في استدامة العمليات وحماية الاقتصادات المرتبطة بها.









