اختراق سيبراني يكلف M&S خسائر بمئات الملايين ويشل مبيعاتها الإلكترونية

الشركة البريطانية تتكبد خسائر تقارب 99% بعد هجوم سيبراني عطل عملياتها لعدة أشهر

اختراق سيبراني يكلف M&S خسائر بمئات الملايين ويشل مبيعاتها الإلكترونية
اختراق سيبراني واسع النطاق يصيب M&S بخسائر مالية فادحة ويعطل عملياتها الإلكترونية لأشهر.

كشفت شركة Marks & Spencer البريطانية عن تراجع شبه كامل في أرباحها خلال النصف الأول من العام المالي، بعد تعرضها لهجوم سيبراني ضخم أدى إلى تعطل قنواتها الإلكترونية لأشهر، وتسبب كذلك باضطرابات في فروعها التقليدية.

وقالت الشركة إن أرباحها القانونية قبل الضريبة هبطت بنسبة 99% لتصل إلى 3.4 ملايين جنيه إسترليني فقط، مقارنة بـ391.9 مليون جنيه في الفترة نفسها من العام الماضي، ووصفت الحادثة بأنها “لحظة استثنائية في تاريخ الشركة”.

هجوم عطل المبيعات وأربك الفروع

لم يقتصر تأثير الهجوم على المنصة الرقمية، بل امتد إلى المتاجر التقليدية حيث بدت بعض الأرفف فارغة لأسابيع بعد الحادثة. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، ستيوارت مانشن، أن الأداء التجاري بدأ يتعافى تدريجياً، متوقعاً استعادة الأرباح خلال موسم عيد الميلاد، رغم ضعف ثقة المستهلكين في ظل الغموض السياسي والاقتصادي الذي يرافق ميزانية الحكومة المقبلة.

وقال مانشن: “قد يكون خطاب وزير المالية هدأ الأسواق، لكنه لم يطمئن عملاءنا. يخطط الناس لاحتفال جيد بعيد الميلاد، لكنهم أيضاً يستعدون للأسوأ عندما يتعلق الأمر بالميزانية”.

خسائر بمئات الملايين وتعويضات تأمينية محدودة

أوضحت M&S أنها تلقت نحو 100 مليون جنيه إسترليني من شركات التأمين، وهو المبلغ الذي يعادل تقريباً تكلفة الأضرار التي لحقت بها حتى الآن، لكنها تتوقع تكبد نفقات إضافية في الأشهر المقبلة. ووفق حساب الأرباح المعدّل الذي يستثني التكاليف الاستثنائية، حققت الشركة 184 مليون جنيه في النصف الأول من العام مقارنة بـ413 مليوناً في العام السابق.

وأشارت الشركة إلى أن الخسائر جاءت نتيجة لتعليق الطلبات عبر الإنترنت لنحو شهرين، وتعليق خدمة “الطلب والاستلام” لمدة قاربت أربعة أشهر. لكنها أكدت أن “قوة السلسلة الأساسية” مكّنتها من العودة إلى المسار الصحيح، وأن الأرباح السنوية يُتوقع أن تتماشى مع مستويات العام الماضي.

وقالت جوديث ماكنزي، رئيسة Downing Fund Managers، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن أداء الشركة كان “مقاوماً بشكل لافت”، إذ لم تنخفض مبيعات الأزياء والمستلزمات المنزلية سوى بنسبة 16% رغم توقف المنصات الرقمية معظم فترة التداول، بينما ارتفعت مبيعات الأغذية بنسبة 7.8% خلال فترة وصفتها بأنها “شديدة الصعوبة”.

وفي السياق ذاته، قالت لوسي رومبولد، المحللة في شركة Quilter، إن التكاليف النهائية للهجوم كانت أقل مما كان متوقعاً، مشيرة إلى أن تقديرات الشركة الأولية كانت تشير إلى خسائر تصل إلى 300 مليون جنيه.

وأكد مانشن أن التكلفة الإجمالية لا تزال ضمن هذا النطاق، موضحاً أن الشركة تكبدت نفقات إضافية في توظيف كوادر تقنية جديدة والتعامل مع الهدر الغذائي الناتج عن التحول المؤقت إلى المعالجة اليدوية للطلبات أثناء الهجوم.

حادثة استثنائية

يرى المستثمرون أن ما حدث كان واقعة فردية لن تتكرر، وأن الشركة في طريقها لاستعادة نشاطها الطبيعي خلال النصف الثاني من العام. وتوقعت M&S أن تتعافى أرباحها إلى مستويات عام 2024 مع انحسار آثار الهجوم تدريجياً.

وقال مانشن إن الشركة تتطلع إلى موسم أعياد قوي مع تحسن المبيعات، مشيراً إلى الإقبال المتزايد على منتجاتها المميزة مثل مشروب “الروز مولد واين” وبدلات السهرة القابلة للغسيل للرجال.

وفي الوقت الذي تكبدت فيه M&S هذه الخسائر الثقيلة، استفاد منافسون مثل شركة Next التي سجلت ارتفاعاً في مبيعاتها بنسبة 10.5% خلال أكتوبر، نتيجة تحول العملاء إليها في أعقاب الهجوم.

الموثوقة والمعتمدة لدى خبراء الأمن السيبراني

تقرأ في نشرتنا التي تصلك كل أسبوع:

  • أحدث أخبار ومستجدات الأمن السيبراني محليًا وعالميًا.
  • تحليلات وتقارير دقيقة يقدمها خبراء المجال.
  • نصائح عملية لتطوير استراتيجياتك السيبرانية.
  • مراجعات شاملة لأهم الأحداث والتطورات التقنية
Go to Top