أكدت شركة الاتصالات الكورية العملاقة LG Uplus وقوع اختراق سيبراني استهدف أنظمتها الداخلية، لتصبح ثالث شركة اتصالات كبرى في كوريا الجنوبية تتعرض لهجوم خلال العام الحالي، بعد كل من SK Telecom وKT Telecom. وأبلغت الشركة الحادث إلى وكالة أمن الإنترنت الكورية (KISA) التي باشرت تحقيقاً رسمياً في الواقعة.
وقالت LG Uplus إنها اكتشفت مؤشرات تدل على اختراق محتمل لخوادمها، وأرسلت تقريراً أولياً إلى الوكالة، لكنها لم تحدد بعد موعداً لإعلان نتائج التحقيق الداخلي الكامل. ويأتي ذلك بعد تحذير سابق تلقته الشركة في يوليو الماضي من باحث أمني أبلغ عن ثغرة محتملة في أنظمتها.
تفاصيل الاختراق وتسريب البيانات
ذكرت مجلة Phrack المتخصصة في الأمن السيبراني أن مجموعة مهاجمين نجحت في التسلل إلى شبكة الشركة الداخلية، وسربت بيانات شخصية لما يقارب 42 ألف عميل و167 موظفاً. ورغم إبلاغ LG Uplus لوزارة العلوم وتقنية المعلومات في أغسطس بعدم توفر دليل قاطع على وقوع هجوم، إلا أنها واجهت انتقادات حادة من المشرعين بعد أن تبين أنها أزالت أو عدلت خوادم مرتبطة بنظام إدارة الحسابات عقب تلقيها التحذيرات، ما أثار مخاوف من ضياع أدلة مهمة.
سلسلة هجمات متتالية على شركات الاتصالات الكورية
يأتي الهجوم الأخير ضمن موجة أوسع استهدفت شركات الاتصالات في كوريا الجنوبية منذ مطلع العام. ففي وقت سابق، أعلنت SK Telecom عن تعرضها لهجوم من مجموعة الفدية Qilin التي زعمت سرقة نحو تيرابايت من الملفات الحساسة. وبعد الحادثة، قدم الرئيس التنفيذي للشركة اعتذاراً علنياً، وأطلقت حملة لاستبدال بطاقات SIM مجاناً لعملائها، وعلقت التسجيلات الجديدة مؤقتاً حتى استكمال الإجراءات الأمنية.
كما تعرضت الشركة لاحقاً لمحاولات تسريب جديدة نسبت إلى جهات مجهولة ادعت سرقة شفرات مصدرية ومفاتيح وصول إلى خدمات AWS السحابية. وفي أكتوبر، زعمت مجموعة أخرى تعرف باسم CoinbaseCartel استحواذها على ملفات سرية إضافية من SK Telecom وهددت بنشرها إن لم تبدأ الشركة مفاوضات معها.
أما شركة KT Telecom، فقد أبلغت عن هجوم سيبراني في سبتمبر أسفر عن خسائر مالية تجاوزت 240 مليون وون كوري، بعد عمليات دفع غير مصرح بها طالت 368 ضحية.
تحرك حكومي وتحقيق برلماني
أطلقت الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية تحقيقاً شاملاً في سلسلة الهجمات التي طالت شركات الاتصالات والبنى التحتية الحكومية، مع الاشتباه بضلوع جهات صينية وكورية شمالية في بعض العمليات. واستدعت لجنة الأمن السيبراني البرلمانية كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات KT وSK Telecom وLG Uplus لاستجوابهم بشأن جاهزية أنظمتهم وإجراءاتهم في التعامل مع التحذيرات الأمنية.
ويرى خبراء الأمن أن هذه الحوادث تكشف ضعفاً بنيوياً في البنية السيبرانية لقطاع الاتصالات في كوريا الجنوبية، رغم التطور التقني الذي تشهده البلاد، مشددين على ضرورة تعزيز التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتأمين الشبكات الوطنية الحساسة.









