
في خطوة تصعيدية وُصفت بأنها تهدف إلى التصدي لهجمات سيبرانية منسوبة لإسرائيل، أعلنت إيران عن خطة لعزل شبكتها عن الإنترنت العالمي بحلول مساء الثلاثاء. وتأتي هذه التحركات بعد أيام من تصاعد المواجهات بين الجانبين منذ الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية في 12 يونيو (حزيران) الجاري.
وأعلنت المتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني، خلال مقابلة تلفزيونية، أن تقليص سرعة الإنترنت «مؤقت وموجّه وتحت السيطرة»؛ واصفة الإجراء بأنه إجراء دفاعي بوجه الهجمات السيبرانية، وفق ما نقل عن ترجمة آلية للتصريح.
ورصدت مؤسسات مراقبة، بينها شركة «كلودفلير»، انقطاعاً شبه كامل في خدمات شبكتين من أكبر شبكات الاتصال في إيران، فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن تطبيقات المراسلة الشائعة، بما في ذلك خدمات «VPN» التي يعتمد عليها الإيرانيون لتجاوز الحظر على «فيسبوك» و«إنستغرام»، باتت شبه معطلة.
ودعت السلطات الإيرانية المواطنين إلى حذف تطبيق «واتساب»، مشيرة إلى أن التطبيق التابع لشركة «ميتا» يُستخدم -بحسب زعمها- كأداة للتجسس من قبل إسرائيل، وهو ما نفته الشركة الأميركية بشدة في تصريح لـ«أسوشييتد برس». كما تشير تقارير إلى أن تطبيق «تيليغرام» الشائع داخل إيران، أصبح محظوراً كذلك.
وفي حين لم تصدر تأكيدات رسمية حول دور إسرائيل في هذه الهجمات، فإن منصة «نتبلوكس» المتخصصة في تتبع حركة الإنترنت سجلت انخفاضاً حاداً في تدفق البيانات الصادرة من إيران اعتباراً من الساعة 5:30 مساءً بتوقيت طهران، يوم الثلاثاء.
وذكرت وكالة «تسنيم» المرتبطة بالحرس الثوري أن الإيرانيين سيحتفظون بإمكانية الوصول إلى الشبكة الوطنية المحلية، غير أن مسؤولين أكدوا للصحيفة الأميركية ذاتها أن سعة هذه الشبكة ستُخفض بنسبة تصل إلى 80 في المائة.
وتفيد شركة «رادوير» المتخصصة في الأمن السيبراني بأن إسرائيل تعرضت لارتفاع حاد بنسبة 700 في المائة في حجم الهجمات الإلكترونية منذ 12 يونيو، مشيرة إلى أن مصدر هذه الهجمات هو عمليات إيرانية منظمة. كما حذّر خبراء أمن أميركيون من إمكانية تأثر شركات أميركية بهذه الحرب السيبرانية، في ظل احتمالات استهداف البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة إذا ما تدخلت عسكرياً في النزاع.