إيران تستهدف قاعدة سيبرانية إسرائيلية في بئر السبع… والرقابة العسكرية تحجب التفاصيل

الضربة كشفت طبيعة المشروع الاستيطاني العسكري في النقب ودور شركات التكنولوجيا العالمية

إيران تستهدف قاعدة سيبرانية إسرائيلية في بئر السبع… والرقابة العسكرية تحجب التفاصيل
مشهد تعبيري يُظهر آثار انفجار وسط منطقة عمرانية، مشابهة للدمار الذي خلّفته الضربة الإيرانية على مجمع "غاف يام" السيبراني في بئر السبع.

في تطور نوعي للصراع بين إسرائيل وإيران، دمّر صاروخ باليستي إيراني قاعدة عسكرية إسرائيلية متخصصة في الحرب السيبرانية بمدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.

ورغم ضخامة الاستهداف، بقيت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحت قبضة رقابة عسكرية مشددة، وجرى تقديم الموقع المستهدف على أنه “مبانٍ سكنية” فقط، رغم تأكيدات متقاطعة بوقوع الهجوم على مجمع “غاف يام” الذي يضم منشآت سيبرانية ومقار شركات عالمية.

وتأتي هذه الضربة ضمن موجة متواصلة من الهجمات الإيرانية التي بدأت بعد شن إسرائيل حرباً مفتوحة ضد إيران في 13 يونيو، في خضم تصاعد التوتر الإقليمي عقب عدوانها المتواصل على غزة، والذي وصفه مراقبون بأنه “فشل استراتيجي” سعت تل أبيب إلى تعويضه بتوسيع رقعة المواجهة.

تضليل إعلامي… والهدف كان عسكرياً بامتياز

الضربة التي وقعت فجر الجمعة سبقتها ضربة أخرى استهدفت محيط “مركز سوروكا الطبي” الخميس، والذي حاولت إسرائيل تصويره كهدف مدني، غير أن طهران أكدت أن الهدف الحقيقي كان قاعدة الحرب السيبرانية المجاورة.

ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بعجز منظومته الاعتراضية عن التصدي للصاروخ، لم تتضمن التصريحات الرسمية أو الإعلامية أي إشارة إلى الطابع العسكري للهدف، فيما اقتصرت تغطية وسائل إعلام مثل “هآرتس” و”تايمز أوف إسرائيل” على توصيف الضربة بأنها ألحقت “أضراراً بمبانٍ سكنية”.

إلا أن صوراً منشورة من موقع الهجوم، تظهر لافتات لمنطقة “غاف يام”، حيث يقع ما يعرف بـ”حرم كريات هاتكشوف”، الذي يُعد قاعدة لتقنيات القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات (C4I)، ويضم آلاف الجنود وخبراء الأمن السيبراني.

مشروع استيطاني بواجهة تكنولوجية

تصف إسرائيل مجمع “غاف يام” بأنه مشروع عسكري تنموي لفرض حضورها الاستيطاني في منطقة النقب، ويجمع بين منشآت عسكرية وشركات تكنولوجيا كبرى، من بينها Microsoft وAmazon وIBM وApple وPhilips، إلى جانب شركات الأسلحة Rafael وElbit Systems.

ويعد المشروع ثمرة شراكة بين وزارة الدفاع الإسرائيلية والقطاع الخاص، ويقع تحت إشراف هيئة الانتقال الجنوبية التابعة لوزارة الدفاع، و”شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستخبارات” في الجيش، إلى جانب وحدة التخطيط بالجيش.

وفي تصريحات سابقة، قال رئيس أركان الجيش السابق أفيف كوخافي: “أفضل رجالنا يقودون هذا التحول الاستراتيجي في النقب”.

استخدام المدنيين دروعاً بشرية

بحسب وثائق هندسية صادرة عن الشركة المدنية المكلفة بتنفيذ المشروع (TNM)، فإن المجمع يتضمن سكناً لأكثر من 12 ألف جندي وضابط أمن، وهو ما يعزز الانتقادات الدولية لإسرائيل باستخدام المدنيين كغطاء لمنشآت عسكرية.

كما تحتضن جامعة “بن غوريون” في النقب تعاوناً مباشراً مع الجيش داخل الحرم، من خلال “مدرسة مهن الحوسبة” التي افتُتحت عام 2022، وتوفر برامج تدريبية متقدمة للجنود ضمن بيئة مدمجة مع الأكاديميا والشركات الخاصة.

تصعيد متواصل وإخفاق دفاعي

الهجوم على منشآت “غاف يام” ترافق مع موجة ضربات جديدة أطلقتها إيران عصر الجمعة، حيث سُمعت صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل، في وقت رُصدت فيه صواريخ تتجه نحو تل أبيب وحيفا.

ويشير محللون إلى أن التصعيد الإيراني جاء كرد فعل مباشر على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها بغزة، وفقدانها السيطرة على زمام المبادرة، ما دفعها إلى توسيع رقعة المواجهة، لتجد نفسها أمام خصم يمتلك ترسانة صاروخية محلية تتجاوز قدرات “القبة الحديدية” على الاعتراض.

الموثوقة والمعتمدة لدى خبراء الأمن السيبراني

تقرأ في نشرتنا التي تصلك كل أسبوع:

  • أحدث أخبار ومستجدات الأمن السيبراني محليًا وعالميًا.
  • تحليلات وتقارير دقيقة يقدمها خبراء المجال.
  • نصائح عملية لتطوير استراتيجياتك السيبرانية.
  • مراجعات شاملة لأهم الأحداث والتطورات التقنية
اذهب إلى الأعلى